لا يعرف الكثير من الناس وحتى الطلاب الأهمية الكبيرة للعديد من المواد التي ندرسها أو العلوم الموجودة في الطبيعة من حولنا، ولهذا يُسأل في العادة أصحاب الاختصاص عن مدى أهميّة اختصاصهم، وهذا الأمر ينطبق على الكيمياء، فكم من شخصٍ تساءل في العديد من الأحيان عن فائدة الكيمياء للناس أو أهمية دراستها، وعن مدى تأثير الكيمياء في حياتنا اليوميّة.
الكيمياء في جسم الإنسانإنّ جسم الإنسان ذاته مكونٌ من ذرات ومن عناصر كيميائية، فالكيمياء هي إحدى المواد التي يتطرّق لها جميع من يدرسون الإنسان سواءً من الناحية البيولوجية أم النفسية، فقد حلّل العلماء جسم الإنسان إلى نسبٍ مختلفةٍ من العناصر الكيميائية فكان الماء هو المركب الأساسي في تكوين جسم الإنسان، وبناءً على ذلك كان الأكسجين هو العنصر الأساسي في تكوين الجسم من حيث الكتلة، وتختلف العناصر في نسبها أيضاً في جسم الإنسان، فمعظم العناصر التي نسمع عنها والتي تهمّ الجسم تشكل نسبةً قليلةً، ربما تقاس بالواحد من الألف أو أقل، فالحديد الذي نسمع عن تأثيراته الكبيرة على جسم الإنسان على سبيل المثال يشكل 0.00006 من جسم الإنسان.
وقد وُجِد أنّ نسب هذه العناصر الكيميائة وطريقة تفاعلها في الجسم هي السبب الرئيسي في جميع ما يقوم به الإنسان، سواءً من ناحية بيولوجيةٍ كالأيض والحركة وغيرها، أو حتى في المشاعر التي يشعرها الإنسان، وحتى مشاعر الإنسان وحالته النفسية تتأثر بهذه المركبات الموجودة في الجسم.
الكيمياء من حولناإنّ الكيمياء موجودةٌ في كلّ ما حولنا، ويمكن لمعرفةٍ بسيطةٍ في الكيمياء أنّ تساعدنا في العديد من المهام التي نكرهها جميعاً أو الصعبة في حياتنا، فحتى أبسط الأمور مثل أنّ البصل يسبب حرقة العيون ويسبّب البكاء هو أمرٌ يتعلّق بالكيمياء والمركبات الكيميائية الموجودة في البصل، ويمكننا تجنبه أيضاً عن طريق الكيمياء، فالكيمياء هي أحد المواد الرئيسية التي يبدأ بها جميع من يدرسون المواد العلمية وجميع أنواع الهندسة، فلتعرف كيف تتعامل مع المواد عليك أن تعرف ما هي المواد وكيف تتفاعل مع كلّ ما حولنا، فجزءٌ كبيرٌ من تطوير السيارة يتم من خلال الكيمياء بتطوير مركباتٍ وإضافاتٍ إلى الوقود والزيوت والتي تساعد في تحسين أداء السيارة، وجميع الأغذية المصنّعة التي نتناولها يتمّ تحضيرها عن طريق الكيمياء.
فالكيمياء لا تفيد المختصين فقط، بلّ إنّ لها تأثيراً كبيراً على الجنس البشري بأكمله، فهي السبب في علاج العديد من الأمراض التي كانت مستعصيةً على البشر عن طريق تحضير الأدوية، وهي المسؤولة عن تحضير المنظّفات وتحسين المواد التي نستعملها في حياتنا اليومية كالفولاذ والذي يتم بإضافة جزءٍ بسيطٍ من الكربون إلى الحديد، أو حتى علم الذرة والطاقة النووية.
فالمعرفة في الكيمياء لا تقتصر على من يريدون الحصول على وظيفةٍ في الكيمياء فقط، بل إنّ المعرفة في الكيمياء تساعدنا في فهم كلّ ما حولنا وحلّ العديد من المشاكل التي قد تواجهنا في حياتنا، أو حتى تجنّب العديد من المشاكل الأخرى، فيمكننا بمعرفةٍ بسيطةٍ بالكيمياء أن نعرف المواد التي يمكننا استخدام الأحماض كالليمون على سبيل المثال لتنظيفها، والمواد التي قد تسبب هذه الأحماض خرابها، ويمكننا معرفة المواد التي قد تسبب الاحتراق أو التسمم والتعامل معها بحذر، أو حتى يمكننا إيجاد العديد من الطرق لجعل حياتنا أسهل أو استخدام الكيمياء للتخلص من العديد من المشاكل التي قد تواجهنا في حياتنا اليومية.
المقالات المتعلقة ببحث عن الكيمياء في حياتنا